نعجة في قطيع سويسري

نعجة في قطيع سويسري

#بقلم : عبد العزيز بوباكير
كنت أنا وعبد العزيز غرمول في جلسة حميمة غارقين كالعادة في صمتنا، فانضم إلينا دبلوماسي فلسطيني، وككل المشارقة استحوذ على الكلمة بنواجذه، وراح يحكي حياته، لا تدري متى تبدأ ومتى تنتهي، ما الصحيح فيها وما المتوهّم. ومن بين ما رواه أنه قرأ ذات يوم إعلانا في جريدة يبحث صاحبه عن راع لغنمه في أعالي جبال الألب بسويسرا. فترشح صاحبنا الدبلوماسي، وبعد أيام جاءه الردّ مكتوبا بعبارات مهذّبة، وذاكرا للشروط التي يجب أن تتوفر في الراعي ومنها:حيازة دبلوم بيطري أو ليسانس فما فوقالعضوية في جمعية من جمعيات الرفق بالحيوانإتقان عدة لغات، خاصة لغة الحيوان والتخاطب بها مثل سيّدنا سليمانالإلمام بأحوال الطقس، خاصة اتجاهات الريحتذوقّ الموسيقى الكلاسيكية، خاصة سيمفونية “الناي الساحر” La flute enchantée لموزارالتمييز بين ذكر الحيوان وأنثاه بالنظر، وليس بالجسّنظرت إلى عزيز، وقلت له هذا يصلح موضوع مقال. وبالفعل، أعجبته الفكرة واستلهمها ووظّفها في مقال جميل نشر في جريدة “الخبر”. قلت له:”عزيز أرجوك فقط أن تكون خاتمة المقال هكذا…” وكان يجلس إلى طاولتنا عبد العزيز بوباكير، وقال:ّ اللهّم اجعلني نعجة في قطيع الدبلوماسي الفلسطيني بأعالي جبال الألب الثلجية!